يمرُّ العديد منا وبشكل طبيعي في هذه الحياة بالعديد من الأزمات والتي تعمل
على تقويتنا فعلاً من الداخل في حال عرفنا كيف نتعامل معها بشكل جيد؛ أو
تضعفنا وتؤثر سلباً على شخصيَّتنا وحياتنا بشكل عام.
وعادة ما يبدأ معظمنا بمواجهة الأزمات التي تحلُّ بنا فجأة بعد محاولات
صعبة من جانبا والأشخاص المحيطين بنا لتهدئتنا ومساعدتنا على التخلص من
حالات الهلع أو الكآبة التي تصيبنا.
وإن أهم خطوة لمساعدة نفسك من الناحيتين النفسية والفزيولوجية هي بتعلم كيفية النظر بشكل إيجابي إلى الأمور.
وعلى الرغم من أن فكرة "التفاؤل" والنظرة الإيجابية للحياة ليست جديدة
أبداً وأن الإنسان اكتشفها منذ مئات السنين إلا أن العديد من الناس يجدون
صعوبة في تطبيقها.
ولكن ومع الأسف فإن الكثير من الناس لا يتعاملون أبداً مع المواقف الصعبة
بإيجابية وفق ما بيَّنت الإحصاءات بل إن معظمنا يستقبل الأزمات بالحزن
وحالات الاكتئاب والتوتر.
لذا في حال كنت من بين الذين يميلون وقت الأزمات إلى النظر إلى النصف الفارغ من الكأس لا تفزع فأنت لست الوحيد.
وبين علم النفس الحديث والذي يتطوَّر ويتقدَّم من خلال الدراسات العلمية
والأبحاث أن هناك ما يسمى بـ "علم النفس الإيجابي وتكون الشخصية الإيجابية
أي التي تنظر إلى الحياة من جانب إيجابي هي القادرة فعلاً على مواجهة
الحياة بصعوباتها والأزمات التي تظهرها.
وبيَّنت الدراسات أن الشخص الإيجابي في الحياة يكون قادراً على التحكم بالأحداث السلبية بفعالية إذ إنه يعالجها من منطلق إيجابي
السعادة الدائمة لا تأتي من الثراء والمال
ساد في عصرنا الحالي فكرة؛ وصفها الخبراء بالخرافة وصدقها أغلبنا هي أن
الغنى المادي والثراء والشهرة هي العناصر الأساسية في الوصول إلى السعادة
الحقيقية.
وتعتبر هذه الفكرة خاطئة تماماً إذ إن المال وحتى الشهرة لا يكونان قادرين
على جلب السعادة بل يمكن أن يكونا أحياناً مصدراً حقيقياً للتعاسة.
ويجب أن يتعلم الناس أن يقيّموا الآخرين ليس بمقدار المال الذي يملكونه بل
بقيمتهم الإنسانية ومبادئهم وقيمهم ونجاحهم المهني الذي لا يرتبط برصيدهم
المالي.
وقال الخبراء إن الفكرة الأساسية هنا أن تقوم بفعل الأمور التي تقتنع بها وتحبها ولا تقس نفسك أبداً وفق مقاييس الناس في هذه الأيام
ان الناس لا ينظرون للوراء ولا يلتفتون الي الخلف, لان الريح تتجه الي
الامام والماء ينحدر الي الامام والقافله تسير الي الامام, فلا تخالف سنه
الحياه. اذا اصبحت فلا تنتظر المساء, اليوم فحسب ستعيش, فلا امس الذي ذهب
بخيره وشره, ولا الغد الذي لم يات الي الان. اليوم الذي اظلتك شمسه, وادركك
نهاره هو يومك فحسب, عمرك يوم واحد, فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكانك
ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه, وبين
توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب, لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك
وابداعك وكدك وحدك, فلهذا اليوم لابد ان تقدم صلاه خاشعة وتلاوة بتدبر
واطلاعا بتامل وذكرا بحضور واتزانا في الامور وحسنا في الخلق ورضا بالمقسوم
واهتماما بالمظهر واعتناءا بالجسم ونفعا للاخرين. لليوم هذا الذي انت فيه
فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ومن ثوانيه شهور, تزرع فيه الخير تسدي
فيه الجميل تستغفر فيه من الذنب تذكر فيه الرب تتهيء للرحيل, تعيش هذا
اليوم فرحا وسرورا وامنا وسكينه ترضي برزقك بوظيفتك بعلمك بمستواك , تعيش
هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج ولا سخط ولا حقد ولا حسد. يومك يومك ايها
الانسان اروع كلمه في قاموس السعادة لمن اراد الحياة في ابهي صورها.