أيها التاجر.. مَهْلا
• فالتجارة نوعان: تجارة مع الناس، و
تجارة مع الله وهي أعظم، فالبائع فيها هو العبد، والمشتري هو الرب، ( هل
أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم )( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم
وأموالهم بأن لهم الجنة )، فلا تنشغل بالأولى عن الأخرى.
• كن أمينا، فلا تُخْسِر الكيل، و لا تُطفف الميزان، ولا تغش في سلعتك، وإذا كانت معيبة فأظهر عيبها:
• عَرَضَ محمد بن واسع حِمارا للبيع، فقال المشترى: أترضاه لي؟، فقال: لو رضيته لنفسي لم أَبِعْهُ.
•
وكان جرير بن عبد الله إذا قام إلى السلعة يبيعها بَصَّر بِعيوبها ثم
خَيَّره، فقال: إن شِئت فخذ، وإن شِئت فَدَعْ، فقيل له إنك إن فَعَلتَ ذلك
لم يَنْفُذْ لك بيعٌ، فقال: إنا بايعْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على
النصح لكل مسلم.
• وباع رجلٌ ناقته بثلاثمائة درهم، وواثلة بن الأسقع
ينظر،فلما ذهب المشترى بالناقة صاح به واثلة: يا هذا، أاشتريتها للَّحم (
للأكل ) أم للظهر ( للركوب )؟، فقال: بل للظهر، فقال: إني رأيت بِخُفِّها
نَقْبًا، وإنها لا تُتابع المَسير، فعاد الرجل فردَّها، فنقصها البائع مائة
دِرهم، وقال لواثلة: لقد أفسدتَ علىَّ بيعي، فقال: إني بايعْتُ رسولَ الله
صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم، وإنى سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: (لا يحل لأحد يبيع بيعا إلا أن يُبَيِّنَ آفته، و لا يحل
لمن يَعْلَمُ ذلك إلا تبيينه) البيهقى وصححه العراقي.
• وباع الحسن بن صالح جاريةً له فقال للمشترى: إنها تَنَخَّمَتْ مَرةً عندنا دَمَا.
• زِنْ وأرجح الميزان، فويل لمن باع جَنَّة بحبة، أو باع ( طوبى ) ب ( ويل ).
• تَجَنَّب كثرة الحلف لترويج السلعة حتى ولو كنت مُحِقَّا.
• عليك بالصدق ولو كان ثقيلا على نفسك، قال ابن القيم: حمل الصدق، كحمل الجبال الرواسي، لا يُطيقه إلا أصحاب العزائم.
عَوِّدْ لسانك قولَ الصدق تَحْظَ به **** إن اللسان لما عَوَّدتَّ مُعْتَادُ
مُوَكَّلٌ بتقاضي ما سَنَنْتَ له **** فا اختر لنفسك وانظر كيف تَرْتادُ
• ( من أَنْظَرَ مُعسِرا أو وَضَعَ عنه، أَظَلَّهُ الله في ظِلِّه) حديث صحيح رواه مسلم.
• ( من احتكر الطعام أربعين يوما،فقد برئ من الله، وبرئ الله منه ) حديث رواه أحمد والحاكم بسند جيد.
•
قال ابن عباس: فحط الناس على عهد أبى بكر رضي الله عنهما فقال لهم: إن شاء
الله لا تُمسون غدا حتى يأتيكم فرج الله، فلما كان صباح الغد قدمت قافلة
لعثمان بن عفان، فغدا عليه التجار وسألوه البيع،فقال: كم تُربحوني؟، قالوا
العشرة باثني عشر، قال: قد زادني، فقالوا العشرة بخمسة عشر، قال: قد زادني،
قالوا مَنْ زادَكَ ونحن تجار المدينة، قال: الله، زادني بكل درهم عشرا،
فهل عندكم مزيد؟، فا نصرف التجار عنه، وهو ينادى: اللهم إني وهبْتُها
فقراءَ المدينة.