بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
الدعاء للمريض
ما حكم الدعاء للمريض؟
وتتميز عيادة المسلم لأخيه المريض - من عيادة غيره - بما يصطحبها من رقية ودعاء.
فمن السنة أن يدعو عائد المريض له ويرقيه بما أثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم.
قال
الإمام البخاري: (باب دعاء العائد للمريض) وذكر حديث عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم، كان إذا أتي مريضًا أو أتي به إليه، قال
عليه الصلاة والسلام:
(أذهب البأس، رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا). (البخاري مع الفتح : حديث 5675).
وقد عاد النبي صلي الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص، ودعا له فقال: " اللهم اشف سعدًا، وأتمم له هجرته ". (المصدر السابق 5659).
ومن
الغريب ما ذكره في الفتح من استشكال بعضهم الدعاء للمريض بالشفاء، مع ما
في المرض من كفارة الذنوب، والثواب كما تضافرت الأحاديث بذلك.
وأجاب
الحافظ : (أن الدعاء عبادة، ولا ينافى الثواب والكفارة، لأنهما يحصلان بأول
مرض، وبالصبر عليه، والداعي بين حسنتين : إما أن يحصل له مقصوده، أو يعوض
عنه بجلب نفع، أو دفع ضرر، وكل من فضل الله تعالى). (الفتح 10 /132).
ثم
إن المسلم يصبر على المرض إذا أصابه، وعلى البلاء إذا أحل به، ولكنه يسأل
الله تعالى العافية، كما في الحديث الصحيح : " لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا
الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف "
(متفق عليه من حديث عبد الله بن أبى أوفى).
وفى الحديث : " سلوا الله
العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية ". (رواه
أحمد والترمذي عن أبى بكر، كما في صحيح الجامع الصغير، حديث 3632).
وفى
حديث ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أكثر من الدعاء
بالعافية ". (الطبراني والضياء وحسنه في صحيح الجامع الصغير 1198).
ومن
أدعيته -صلى الله عليه وسلم- : " اللهم إنى أسألك العفو والعافية في دنياي
وديني، وأهلي ومالي ". (البزار عن ابن عباس، كما في صحيح الجامع الصغير
1274).
ومن الأدعية المأثورة: ما رواه عبد الله بن عمرو قال: قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- : " إذا جاء الرجل يعود مريضًا، فليقل: اللهم
اشف عبدك، ينكأ لك عدوًا، أو يمشى لك إلى صلاة " (رواه أبو داود في الجنائز
(3107)، وابن حبان، والحاكم وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي 1/344) .
يعني إن في شفاء المؤمن خيرًا لنفسه بالصلاة أو لأمته بالجهاد.
والمراد
بالعدو : إما الكفار المحاربون، أو إبليس وجنوده، أي يكثر فيهم النكاية
بالإيلام، وإقامة الحجة والإلزام (شرح المشكاة 2/ 307). والأول هو الظاهر
المتبادر.
ومنها : ما رواه ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه
قال : " من عاد مريضًا، لم يحضر أجله، فقال عنده سبع مرات: أسأل الله
العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض " (رواه أبو
داود في الجنائز( 6 310) والترمذي في الطب (2083) وقال : حسن غريب . وحسنه
الحافظ كما في شرح الأذكار لابن علان 4/ 61، 62، والحاكم وصححه على شرط
البخاري ووافقه الذهبي 1/ 342)
و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته