:بسملة:
في أحد الأيام ذهبت إلى المسجد لأداء صلاة الظهر..
وبعد دخولي للمسجد..
أقيمت الصلاة..
فكبر الإمام..
وكبرت معه..
وفجأة..
وبدون مقدمات.!!
إذ أنا خارج المسجد..!!
لكن هذه المرة الوضع مختلف..!!
فقد تجزأت إلى نصفين..!!
فجسمي لايزال داخل المسجد..والحمد لله..
أماعقلي فقد خرج من المسجد..
وكان على موعد مع الهواجس..!!والتفكير..!!
أما جسمي..فقد أتم المهمة على أحسن وجه..
فيركع مع الإمام في حال الركوع..ويسجد حال السجود..
ويفعل ما يفعله الإمام..حتى ولو سهى الإمام وأتى بزيادة على أفعال الصلاة فهو على أتم الاستعداد في متابعته..!!
بقيت على هذه الحالة وقتا ليس بالقليل..
أما عقلي..
فقد قام بالهواجس والتخطيط..
فذهب هنا وهناك..
يسرح ويبحث ويتذكر أي شيئ يفكر فيه..
فقد تعود ذلك في كل صلاة..!!
وفي هذه الصلاة..
كان الموعد هذه المرة في دراهم حصلت عليها..
فقد أصابني شيئ من الفرح..لأني فكرت في مورد يزيد هذه الدراهم..!!
ولاتسل عن مدى فرحي بهذا الفتح الذي جاءني في هذه الصلاة..!!
في ظل هذا الفرح وهذا السرور..
كأن أحدا..أقعدني من نوم عميق..
فقد أتاني صوت من أعماق قلبي..
هل نسيت أنك في صلاة..!!
نعم هل نسيت أنك في صلاة..!!
وقد وقفت بين يدي الله..!!
وفي بيت من بيوت الله..!!
وتؤدي فريضة من أعظم فرائض الله..!!
حينها تذكرت جيدا كل هذا..
فرجعت إلى نفسي وأنبتها..
وحاولت جاهدا تناسي أمور الدنيا..
والتفكير في أذكار الصلاة..
ومعنى ( الله أكبر ) وأن الله أكبر من كل شيئ..
وأنا على هذه الحالة..أجاهد نفسي..
حتى سلم الإمام..
بعدها جلست مع نفسي..
أفكر في حالي وحال كثير ممن هم على شاكلتي..
ممن حافظنا على شكل الصلاة..
وأضعنا لب الصلاة..وحقيقتها..
نعم أنا وأنت نصلي الصلاة..
لكن
هل هي الصلاة التي أمرنا الله بإقامتها..؟؟ وهل صلاتنا هذه هي التي تنهى
عن الفحشاء والمنكر..؟؟ أظن الاجابة..لدينا إلا من رحم الله..
أننا نصلي صلاة مجرد أفعال..
لو تسأل أحدنا بعد الصلاة ماذا قرأ الإمام..
لوجدت أنه لا يعرف..!! رغم أنه قد خرج للتو من المسجد..!!
بل يزداد عجبك كثيرا من حالانا..
فقط..إذا..نظرت إلى حالنا عندما يقع الإمام في السهو..
كم الذين ينبهونه..
رغم أن المسجد مليئ بالمصلين..!!
فالله المستعان..ولا حول ولاقوة إلا بالله..
فلا بد لنا من مراجعة أنفسنا في واقعنا مع صلاتنا..
ولنسأل أنفسنا دائما هذا السؤال /
هل نرضى أن نقابل رب العالمين بهذه الصلاة..؟؟
:مع التحية: